حملة اعتقالات وإعدامات على غرار داعش بالحديدة

  • الحديدة/ الخوخة، الساحل الغربي، محمد يحيى:
  • 07:19 2021/11/16

دشنت مليشيا الحوثي الإرهابية، حملة اعتقالات وتصفيات في المناطق التي سيطرت عليها في الحديدة، إثر إعادة انتشار القوات المشتركة من تلك المناطق تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم، وفي مناطق خروقات المليشيات تزامنا مع إعادة الانتشار.
 
وارتكبت مليشيا الحوثي الموالية لإيران، خلال الأيام الأربعة الماضية، جرائم ترتقي إلى وصفها بجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين، في محافظة الحديدة.
 
وفيما اعتقلت المليشيا أكثر من 200 مدني غالبيتهم من الشباب، أعدمت 4 مدنيين ذبحاً في مناطق وقرى في مديريات الحالي والدريهمي والتحيتا، ومدينة الصالح. وألقت برؤوسهم في الطرق العامة لترهيب السكان، ودفعهم على الفرار، في انتهاكات تماثل جرائم تنظيم داعش الإرهابي.
 
 
وبحسب مصادر محلية، فقد داهمت مليشيا الحوثي عدة منازل، ونفذت حملة اعتقالات طالت العشرات من المعارضين لهم، بينما نزحت مئات الأُسر من المناطق التي سيطرت عليها المليشيا.
وأضافت المصادر إن الحوثيين نشروا نقاط تفتيش، وجرى تهجير العشرات من الأسر قسراً بعد اعتقال وتصفية أبنائها، وإن عددا من المركبات المحملة بالأسر النازحة شوهدت في طريقها إلى المخا، فيما تشير تقديرات حقوقية إلى أن أكثر من 500 أسرة هجرت قسرا من قبل المليشيا جنوبي الحديدة منذ الجمعة.
 
وقال جمال المشرعي، نائب الوحدة التنفيذية للنازحين في الحديدة، إن عددا من الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي من بينها القتل والاعتقال ونهب الممتلكات والدفع بقوات قتالية إلى داخل أحياء سكنية، بهدف ترويع المدنيين.
 
وأكدت مصادر ميدانية أن مليشيا الحوثي الإرهابية، تدفع بأبناء الحديدة الذين يتم اختطافهم واعتقالهم إلى جبهات القتال، بعد مقتل وفرار كثير من مقاتليهم من أبناء المحافظات الأخرى.
 
وعبرت منظمة سام للحقوق والحريات، في بيان لها، عن قلقها البالغ من الأنباء الواردة والبلاغات التي تلقتها حول تصاعد الانتهاكات من قبل مليشيا الحوثي ضد المدنيين وازدياد الاعتقالات التعسفية والنزوح القسري للسكان من المناطق التي أخلتها "القوات المشتركة" في محافظة الحديدة، ضمن إعادة انتشار من تلك المناطق تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم. 
 
وأوضحت المنظمة أنها تخشى من الأعمال الانتقامية التي قد تتزايد في تلك المناطق من قبل جماعة الحوثي، مشددة على ضرورة قيام المجتمع الدولي من أجل توفير الحماية للمدنيين في تلك المناطق.
 
وكانت القوات المشتركة شنت عملية عسكرية واسعة بدعم من التحالف العربي، ووصلت إلى مشارف مدينة الحديدة لكن عملياتها العسكرية توقفت بفعل اتفاق ستوكهولم.
 
وبدأت القوات، الخميس الماضي، بإخلاء عدد من المواقع العسكرية المتقدمة في مدينة الحديدة والمديريات الريفية للمحافظة، والمشمولة باتفاق ستوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ أواخر 2018.
 
منظمة حقوقية تدين انتقام الحوثي من المدنيين في الحديدة
 
قالت منظمة ميون لحقوق الإنسان إنها رصدت أعمالاً انتقامية قامت بها مليشيات الحوثي بحق المدنيين في مناطق أخلتها القوات المشتركة من أطراف مدينة الحديدة ومحيطها وبلدات جنوبي الحديدة.
 
وأضافت المنظمة في بيان صادر السبت 13 / 11 2021 إن الانتهاكات الحوثية المرصودة شملت القتل واحتجاز الحريات والتهجير القسري ونهب ممتلكات عامة وخاصة واختطافات.
 
ووصفت ميون هذه الممارسات ب"الهمجية" مطالبة الحوثيين بالتوقف الفوري عن هذه الأعمال العدائية بحق المدنيين وإبداء حسن النوايا لتنفيذ التزاماتهم باتفاق ستوكهولم بإطلاق المختطفين فوراً وعدم التعرض للمدنيين الذين باتوا في مناطق سيطرتها ونزع الألغام من مناطقهم السكنية بحسب الخرائط التي بحوزتها.
 
وحث بيان المنظمة بعثة الأمم المتحدة في الحديدة على تحمل مسؤولياتها "في العمل على تنفيذ الالتزامات الحوثية بموجب الاتفاق الذي ترعاه الأمم المتحدة وحماية المدنيين الذين باتوا تحت رحمة الجماعة الحوثية المسلحة".
 
 كما طالب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (اوتشا) وبقية المنظمات الدولية والجهات الرسمية بالاستجابة الطارئة لأكثر من 500 أسرة نازحة ومهجرة من تلك المناطق.
 
ونقلت المنظمة عن تقارير رسمية تأكيدها أن تلك الأسر بحاجة ماسة للإيواء في مخيمات طارئة بمديرية الخوخة وإغاثتها بالمواد المنقذة للحياة.
 
من جهة أخرى، رحبت "ميون" لحقوق الإنسان "بالخطوة الشجاعة التي قامت بها القوات المشتركة في محيط مدينة الحديدة والتي أدت بشكل فوري إلى فتح طريق كيلو 16 الاستراتيجي أمام مرور مركبات المواطنين طبقاً لاتفاق ستوكهولم".
 
وإذ أشادت المنظمة بهذه الخطوة دعت المليشيا الحوثية إلى خطوة مماثلة في سياق تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في بنود الاتفاق والالتزام بتموضع يراعي سلامة المدنيين وتطهير منطقة عبور المركبات والمناطق السكنية من الألغام التي زرعتها في وقت سابق".

 

ذات صلة